أخذ حسان صديقه حمدان إلى القاضي مروان وقال له : أيها القاضي العادل جئت أشكو لك صديقي
حمدان الذي يدعى أنه صديقي المخلص وأنه يحبني ومع ذلك يخالفني دائماً إذا قلت له هيا نلعب كرة
القدم قال : لا سأنام الآن .. وإذا قلت له : هيا نذاكر .. قال : لا سأذهب إلى النادي .. وإذا طلبت منه
شيئاً لم يعطه لي وإذا أعطيته شيئاً لم يشكرني عليه .. بعد كل هذا قل لي بربك أيها القاضي العادل هل
صديقي حمدان صادق حين يقول لي أنه يحبني ؟! .. نظر القاضي مروان إلى حمدان وسأله : هل يحدث
هذا منك يا حمدان ؟!.. قال حمدان : نعم هذا يحدث منى .. فرح حسان باعتراف صديقه وقال : هل
سمعت أيها القاضي بنفسك ؟! بماذا ستحكم عليه الآن ؟! .. قال القاضي : بما أن المتهم حمدان اعترف
بأنه يخالف صديقه حسان فيما يطلبه منه فإنني احكم بأن حمدان غير صادق في ادعائه أنه يحب
صديقه حسان وعليه أن يختار صديقاً آخر غيره .. تعجب القاضي حين سمع هتافاً يقول : يحيا العدل
يحيا العدل .. فلم يكن الهتاف صادراً من حسان الذي كان الحكم لصالحه بل كان حمدان هو الذي يهتف
سعيداً فقال له القاضي : عجباً لك يا حمدان احكم عليك فتهف سعيداً قال حمدان : يا أيها القاضي العادل
إن الذي جعلني أخالف صديقي حسان في الفترة الأخيرة هو ابتعاده عن ربه سبحانه وتعالى وهجره
للقرآن الكريم وتقصيره في الصلاة ومخالفته لأوامر الله ونواهيه وكلما عاتبته ونصحته ادعى أنه يحب
الله تعالى فأردت أن أعطيه درساً عملياً حتى يعلم أنه لو كان صادقاً في حبه لله تعالى لأطاعه لأن المحب
لمن يحب مطيع .. تبسم القاضي مروان فرحاً بذكاء سعيد وقال له : بارك الله فيك يا حمدان فأنت نعم
الصديق الناصح لصديقه ثم نظر القاضي إلى حسان نظرة عتاب وقال له : احكم أنت على نفسك يا
حسان كما حكمت أنا على حمدان من قبل .. هل تحب الله حقاً ؟!